2023/11/22 | 0 | 2478
المبدعون من شعراء الجيل الرابع في ( منتدى الينابيع الهَجَريّــة ) أحمد بن عبد الرسول بو عامر
كما و سبق التنويه في مقالات سابقة من هذه السلسلة بأن الشعراء الذين ينتبهون إلى وجود رسيس قرائحهم الشعرية في زمن الجيل الرابع من عصر ( منتدى الينابيع الهَجَرية ) الذهبي للشعر ـــ الذي انطلق عام 1407 ه ـــ لا يحتاجون إلى وقت طويل ولا إلى جهد كبير للوصول إلى مرحلة النضج لأنهم يعيشون خضم الحركة الشعرية الهائل الذي أحدثه المنتدى .
و خاصة مَن وهبهم الله قرائح متلظية و أقلام جريئة كشاعرنا الجميل الدكتور أحمد بن عبد الرسول بن محمد بو عامر الذي ما احتاج أكثر من سنتين من الزمن وهو في خضم دراسته للطب البشري ليحلق في سماء الإبداع بقصائد أشارت و بكل فصاحة إلى شاعر متألق قَـدِم بكل عنفوان شعراء ( هَجَر ) وبكل إصرارهم على التميز ، و هو قال ذلك في أبيات من قصيدة له بعنوان : ( عذراء على شفة الليل :
أنــا و قـصيــدتـــي فــلَـــكٌ
يجوب الأفق في داري
تمازحـــني .. تشاغبـــني
فيسمع صوتها جاري
و حين الليـــل أدركهــــــا
حكَت لليـــل أسـراري
والليل في لغة الشعراء قد يكون الأفق الممتد من شرق اللهفة إلى غربها مطلا على كل عشاق الأدب الرفيع و متماهيا مع كل تباريحهم .
و بمحمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله تكون البدايات المنذورة للخلود والتي لا تنتهي إلا بالفوز والرضوان و هكذا بدأت تراتيل شاعرنا الشاب في حضرة القدس المحمدي :
يا آدم الأنـــــــوار ساعــــة لــــــم تـــكـــن
روحُ التــــــــــراب و لا حيــــــاةُ المـــــــــــــاءِ
يا أول الأسماء ثم مضيتَ تعطي
.. منك معنـى الإســــم للأسمــــاءِ
و مضيتَ تتبعك الحياة و كوثر
فنما الربيع على خطى القصواءِ
قل ما مديحي فيك والجبار قد
صلى عليــــــك .. و آلك النجــبـــاءِ
أنت البدايـــــــة في ولادة شاعـــــــــــــــرٍ
و يظل مدحك منتهى الشعراءِ
والشعر يحــكي ثم يحـــكي مدركا
أنّ الوصول إليــــك حلــمٌ ناءِ !!
و كما هي عادتهم لا يحيد شعراء ( هجر ) ـــ هجر الولاء والمودة ــــ عن أمير البلغاء و سيد الموحدين عليه الصلاة و السلام ولا يتأخرون عن إجراء خيولهم في مضمار بهائه و هذا ما فعله شاعرنا العذب و هذا ما صرح به في أبيات من قصيدة له في أمير المؤمنين عليه السلام بعنوان : ( على شرفة الكمال ) :
أطلــقــــتُ قــافــيــتـــي أريـــــــدُ سَمَـــــــاهُ
فــوجـــدتُ أنـــي ما بلغـــــت ثــــــــــراهُ
مُــذ حــط في حضن النبي بقلبه
و علـــــــى محبــــــة ربّـــــــــه ربّـــــــــــاهُ !!
و الحب و التقوى مجالُ عروجه
والعــزمُ والإقــــــدامُ لــون خُطــاهُ !!
وبالتأكيد لن يخرج شاعرنا من بيت ( عليّ ) عليه السلام دون أن يخشع بين يدي الزهراء فاطمة عليها السلام :
أمَّ الحسين بأي حسنك أبتدي
أو أنــتــهي يا آيـــــــــةً متجــددة ؟
يــا خــيــر أمّ للــكــــرام و إبـــنـــةٍ ..
مِن خير مَن عبد الإله ووحّدَه
صبحٌ سللتِ بوجه كل متاهةٍ
لا ليــل يأتي بعــده كــي يُــغــمِده
ما كان أعظم منك قَطُّ هدية
ليدلل الرب الكريم مُحمـده
يا له من بيت جميل يأخذك إلى مدى رحب من عظمة و عمق و خصوصية علاقة الله سبحانه و تعالى بأجمل و أكمل و أشرف و أقرب أحبائه إليه صلى الله عليه و آله ! .
و كما هي خصوصية الإمام الصادق عليه السلام في مسيرة شريعة الله تكون خصوصية اختيار شاعرنا لعتبة داره المكتظة بالعطاشى إلى موارد الهداية ليرتل ما تيسر من آيات وجده :
ويــــا يَــــمًّـــــا وقــفــــــتُ بــــــــــه
غــداة اليـــــأس فــانــفــلــقـــــــا
وأنت الصادق السامي
و مَن سمّاك قد صدقا
فــحــيــن وُلــدتَ مُــزدهــــــراً
نشرتَ ( بطيبة ) العبقا
فــواعــجـــبــــــــاً و يــــاللــــه ..
كم مِن أحمدٍ خلَقـــا ؟
أما الغزل الذي هو محك قرائح الشعراء و ميزان مراتبهم فلشاعرنا فيه قصائد و مقطوعات غاية في الرقة والعذوبة كقوله ذات حنين :
إذا مــاللــيــل أشــعــل ساعــة الشوق
و سامــرتُ الحنين بغصـة الحلــــق
تـــيـــقـــنَ كـــــل عــضــو فــيّ مُــتّــــقـــــدٍ ..
بــأن الــوصـــل حــقـــا أحـسـن الــــرزق
أيــا خــلـقــا غــدا الــهــجــران شـيـمـتـــــــه
و ما شابهتَ قط الخلق في الخلق
تــرفــــق إنّ ســـوط الشـــوق آلــــمــــنــــي
ألــم يــأمــرك رب الـخلــق بـالرفــق ؟
و كقوله ذات عناق :
ولها من المرجان لــون عيونهـــــا
فــكأن بــحــراً فــيــهــمــا مــســكـــــــوب
ولها من البستان ضحكتها التي
منها يفـوح العطــر حيــن يذوب
شفــــةٌ شــهـــــيٌّ فــــــــــي رداءٍ أحــمـــــــــرٍ
و لهـــا تــرصـــد فـــي شفاهي ذيــــبُ
فهويت أجمع بالعناق غنائمي
والله يشهـــد أنــنــــي مغلــوب !!
وأنا أشهد و أقسم بالله العظيم أيها الرائع الآسر .
هذا هو شاعرنا الجميل أحمد بن عبدالرسول بن محمد بو عامر ، المنتمي إلى أسرة ( بو عامر ) العريقة في بلدة ( التيمية ) شرق الأحساء ، الغافية على السفح الجنوبي لجبل القارة المعروف ، والشهيرة بمساجدها التراثية الأربعين التي تشير إلى ماض زاخر بالعلم و العلماء الرواد ، والمولود بمدينة ( المبرز ) من الأحساء عام 1419 ه ، والذي بدأ كتابة محاولاته الشعرية الأولى عام 1441 ه لينظم بعد ذلك إلى ( منتدى الينابيع الهجرية ) و ليلتحق بركب زملائه المبدعين من شعراء الأحساء .
هذه عجالة لا تفي له إلا بالقليل من حقه ، وإنما هي إضاءة خاطفة على ما يكتنزه هذا الشاعر من قدرة إبداعية كبيرة .
الأحساء السابع من جمادى الأول 1445 ه
جديد الموقع
- 2024-11-21 توقبع اتفاقية شراكة بين جمعية أدباء بالاحساء وجمعية هجر التاريخية
- 2024-11-21 أمانة الاحساء تُكرّم الفائزين بــ ( جائزة الأمين للتميز )
- 2024-11-21 سمو محافظ الأحساء يبحث مع معالي وزير التعليم خطط ومشاريع تطوير التعليم في المحافظة
- 2024-11-21 «الغربة باستشعار اللون».
- 2024-11-21 البيت السعيد
- 2024-11-21 القراءة للكسالى
- 2024-11-21 القراءة واتباع الأحسن
- 2024-11-21 روايات أسامة المسلم بين جيلين.
- 2024-11-21 ( غرق في المجاز، مَجازٌ في الغرق ): قراءة في ديوان الشاعر جابر الجميعة
- 2024-11-20 الدكتور عبدالمنعم الحسين يدشن حملة التشجير الثالثة ببر الفيصلية